بحضور رئيس المجلس الوطني للفنون.. مسرح الصواري يحيي اليوم العالمي للمسرح بـ «زائد عن الحاجة»
احتفل مسرح الصواري بالنسخة الـ 61 ليوم المسرح العالمي بحضور معالي الشيخ راشد بن خليفة آل خليفة رئيس المجلس الوطني للفنون وسعادة الأستاذة عائشة يوسف السادة رئيس البرامج الثقافية بهيئة البحرين للثقافة والآثار، إضافة إلى رئيس مجلس إدارة اتحاد جمعيات المسرحيين البحرينيين الأستاذ عبدالله ملك، وعدد من المدعوين والمهتمين والرواد من الفنانين والمسرحيين.
هذا المبادرة التي أطلقتها الهيئة الدولية للمسرح منذ 1962، ليصبح الـ 27 مارس من كل عام مناسبة عالمية للاحتفال، والمسرح هو الفعل الحقيقي والخالص للإنسان، يقوم المسرح في جوهره على الانسان كقيمة سامية تشير بالضرورة إلى الحياة الخالية من الشوائب الحاضر وعلقات التحولات الزمكانية المتسارعة. ومن الجدير الإشارة إلى أن مسرح الصواري دأب ومنذ تأسيسه في مطلع تسعينيات القرن الماضي للاحتفال سنوياً باليوم العالمي للمسرح، وعلى مدى أكثر من ثلاثين عاماً كان اليوم العالمي للمسرح مناسبة يستمد منها مسرح الصواري طاقته مقيماً بالتزامن مع هذه المناسبة العروض المسرحية، والحلقات النقاشية، والإصدارات الأدبية، والمؤتمرات، والورش، والندوات، والمعارض.
إلى ذلك، تساءل رئيس مجلس إدارة مسرح الصواري حسين العريبي في رسالة المسرح بهذه المناسبة عن: « حقيقةً أن نذكر بأن المسرح مجازاً هو قلب الانسانية المشترك كما اشار عبدالله السعداوي في كتابه وان نحيي الفنان المسرحي ونذكره بأن المسرح هو الحياة واننا نعيش في زمن صعب وغيرها من العبارات الحقيقية والتي تلامس رؤيتنا كمسرحيين لهذا العالم الذي نعيش. حيث الحروب من جهة وتكريس عزلة الانسان من جهةٍ أخرى»، أضاف: «لماذا نهرب عن اخطائنا من جهة وعن واقعنا من جهة أخرى وكأننا مشغولون دائما بالعالم فيما العالم مشغول عنا على الدوام. وهي ذات العزلة التي نعيشها دائما».
داعياً إلى: «نفض غبار اليأس في هكذا مناسبة وابتكار الوسائل برؤى جديدة، لأن الحراك المسرحي لا زال يعمل من أجل أن يثبت لنفسه بأنه قادر على ذلك ولكن هل من جديد؟ الكواليس عامرة بالتذمر وأننا نعمل لأننا لا نجيد غير ذلك، الواقع يخنقنا، لقد حفظنا الدرس جيدا، لكن هل نستسلم له ونقول بأننا لا نملك شيئا آخر».
وختم العريبي: «في هذا اليوم علينا أن نعيد الى ذواتنا ذلك الوهج الذي غاب في ساحات الاحباط واليأس، أن نعمل لأننا نريد أن نقول، علينا ان نعيد طرح الاسئلة من جديد ونبحث عن المتعة في الاكتشاف وأن نحيي التجريب في تجربتنا المسرحية ونطلق مسرحنا المعاصر من جديد».
عقب ذلك، ألقى الفنان عبدالله ملك كلمة اتحاد جمعيات المسرحيين البحرينيين وقدم فيها إيجازاً ذي شجن عما يعانيه الحراك المسرحي البحريني من ركود وحاجته الملحة لمزيد من الدعم والرعاية من الجهات الرسمية في الدولة بصورة أساسية، وقد تحدث عما يعانيه المسرح والمسرحيين من تحديات أبسطها عدم توفر صالة عرض خاصة بهم، وغيرها من الملفات التي تؤرق الفنان البحريني وتحد من عطاءه ومنافساته لأقرانه في دول المنطقة.
واحتفالاً باليوم العالمي للمسرح لهذا العام، قرر اتحاد المسرحيين المبادرة في تكريم شخصيات مسرحية ساهمت بعطاءها اللامحدود في خدمة المسرح والعمل الفني والثقافي خلال سنوات من البذل والإخلاص، وكان هذا اعترافاً صغيراً وشهادة شكر لما قدمه هؤلاء الفنانين لإثراء الحركة المسرحية، وهم الفنان إبراهيم الغانم من مسرح أوال، الفنان محمد الصفار من مسرح الصواري، الأستاذة كلثوم أمين من مسرح جلجامش، الفنان أحمد جاسم من مسرح البيادر، والفنان محمد شهاب من مسرح الريف.
كما كرم الاتحاد كل من، المخرج جمال الغيلان والفنانة ريم ونوس اللذان حصلا على جوائز ضمن مهرجان قرطاج للمونودراما، كما تم تكريم المخرج عبدالله البكري والفنانة لمياء الشويخ اللذان حصدا جائزتين في مهرجان الشارقة للمسرح الخليجي في دورته الأخيرة.
وفي ختام الاحتفالية، رفع ستار الصالة الثقافية إثر صرخات آلام مخاض معلناً بداية عرض مسرحية «زائد عن الحاجة» للمخرج الأستاذ إبراهيم خلفان وتمثيل حسين عبدعلي، ريم ونوس، وعلي الشعلة.
ومن خلف الخشبة ساندنهم فريق العمل: خالد الرويعي، باسل حسين، سعاد عوض، محمد المرباطي، وحسين المرزوق.
صرخات ونوس التي رجت أرجاء الصالة معلنة عن ولادة شيء ما عله الأمل أو حسبما جاء في نص مؤلف العمل الكاتب عبدالفتاح قلعه جي الطفل بما ما يحويه مستقبل وخير واشراقة وغد أفضل، إلا ان هذا الغد لا يأتي أبداً.
عن العرض المسرحي قال الشاعر كريم رضي بأنه: « ليس اليأس وفقدان الأمل هو المخيف فقط بل وجود الأمل قد لا يقل رعبا»، وتابع: « ثمة كلفة تبدو باهظة للأمل، وهي تربيته ولو بزجاجة حليب الأطفال». مشيراً إلى أن: «العالم الذي جرب أن يحلم حلماً جماعياً أكثر من مرة متمثلاً في شعوب وجماعات وأفراد راهنوا على أمل موهوم، لكن ما أن بدأ الأمل يبرز جنيناً يقطع حبله السري حتى ظنه سكان الكهف وحشاً صغيراً مشوهاً يجب التخلص منه».